نقله: شيماء سيف
في يوليو عام 1985، وبعد أكثر من ستة عشر عامًا من الغوص المتواصل، والخسائر المالية، والمصاعب القانونية، تحقّق أخيرًا حلم رجل لم يعرف اليأس يومًا… ميل فيشر، صائد الكنوز الأمريكي الشهير.
بدأ فيشر حياته كغواص متواضع، لكنه كرّس كل وقته وماله في مطاردة كنز أسطوري مفقود. كان يبحث عن حطام سفينة إسبانية غرقت قبل أكثر من 350 عامًا قبالة سواحل فلوريدا، تُعرف باسم “Nuestra Señora de Atocha” – سيدة ألتوشا، وهي جزء من أسطول كنوز إسباني تحطّم عام 1622 بفعل عاصفة عاتية.
سنوات طويلة غاص فيها ميل وفريقه وسط الرمال والحطام، ولم يعثروا إلا على بضع شذرات من الذهب أو قطع خزفية متناثرة. وفوق كل ذلك، فقد ابنه وزوجة ابنه في حادث غوص مأساوي أثناء البحث. نفد ماله، وسخرت منه الصحف، لكنه ظل متمسكًا بشعار كان يردده دائمًا:
“اليوم هو اليوم المنتظر”.
وفي أحد أيام يوليو، وبينما كان الفريق ينقّب في أعماق البحر كالمعتاد، لمح أحدهم بريقًا تحت الرمال. وعندما أخرجوه إلى السطح، فوجئوا بسبائك ذهبية ضخمة، تلتها عملات ذهبية وزمرد ومجوهرات وصناديق مليئة بالتحف النادرة. لقد وجدوا الكنز الأسطوري لسفينة ألتوشا!
قُدّرت قيمة الاكتشاف بأكثر من 400 مليون دولار من الذهب الخالص والفضة والزمرد الكولومبي النادر، إضافةً إلى تحف تاريخية لا تُقدّر بثمن. ووُصف الاكتشاف بأنه أعظم اكتشاف بحري في القرن العشرين.
لكن المغامرة لم تتوقف هنا… إذ خاض ميل فيشر معركة قضائية طويلة مع الحكومة الأمريكية حول ملكية الكنز، قبل أن تحكم المحكمة لصالحه، ليصبح المالك الشرعي لكنز أفنى عمره بحثًا عنه.
واليوم، يُعرض جزء من كنز ألتوشا في متحف ميل فيشر في كي ويست – فلوريدا، شاهدًا على إصرار رجل آمن بأن الحلم لا يموت… حتى لو غرق في قاع البحر