بقلم: محمد سيف
أشكرك فيروس كورونا
كورونا (كوفيد 19) يصنع نوع من التوازن بين طبقات المجتمع
حيث صنعت الرأس مالية نوع من الطبقية فى صور مختلفة نرصد منها معدوم الدخل الذى عليه أن يعلم أبناءه فيدفع لهم نفقات الدروس الخصوصية وتكلفة الانتقالات فى وسائل المواصلات وعليه الكثير أن يدفع له وليس له شيء. جاء فيروس كورونا ليقول له: لا عليك، استرح لتأخذ نفسك وتستعيد نشاطك لتواصل مهمتك التى أثقلت كاهلك، الأن ليس هناك دروس خصوصية ولا مواصلات فأنت معفى من هذه النفقات حاليا، واستغل الفرصة اذا كان فى نفس أولادك أن يتذوقوا بعض الأطعمة التى لم يعتادوا عليها مثل اللحم، فلا تحرم نفسك من المغامرة ولا تترد فخض التجربة وارمى حمولك على الله الذى أرسل الصديق الصغير (كورونا) لك أن ليوقف نزيف المصاريف فلرب ضارة نافعة.
والمشهد المقابل هؤلاء ممن أنعم الله عليهم برزق وفير من أصحاب المهن التى لا غنى عنها فى الحياة اليومية، فكان الرزق سهل يسير وكانت نفقاته هو وأولاده تتميز بالبذخ والتبذير، ولما التقطير فلا انشغال بال ولا تفكير فالدخل وفير. وفجاءة صاح ذلك الوحش الجبار (كورونا): امكث فى بيتك فليس لديك رزق الأن، اشعر بمن لا دخل لهم على الدوام، تذكر كيف يقضى هؤلاء متطلبات حياتهم الأساسية والضرورية، تمعن فى قدرة الله التى ساوت بينكم الأن مع الفارق أن حال الفقير الأن فى سعادة لأنه استراح من نزيف الدم المستمر دون دعم ولا رحمة ولا تعاطف من أحد. أما أنت، نعم أنت، فتخشى الفاقة ومكوثك فى منزلك عدة أيام يشعرك بالفقر وأنها نهاية المطاف.
الله لا يعجز أن يسوق لك رغيف عيش يسد جوعك فقد تكفل برزق كافة البشر قبل أن يخلقهم.
المشهد الثالث هؤلاء النخاسين المحتكرين الذين يتحينون الفرصة لابتزاز أموال الناس وقت الأزمات ويتمنون الأزمات حتى تمتلئ بطونهم من حرام، هؤلاء هم تجار الجشع ممن يحتكرون السلع الأساسية وقت الأزمات لمضاعفة الأسعار لتحقيق مكاسب خرافية لتغنيهم فى الدنيا. هؤلاء خونة لبلادهم، فهؤلاء يخونون البلاد وقت الحروب والكوارث، هؤلاء يقولون أهلا بك يا كورونا وسهلا لا ترحل أيها الحبيب الغالى وأحصد من الأرواح كما شئت طالما نحن نحصد من الأموال كيف نشاء. وعلى الدولة سن قوانين خاصة بالظروف الاستثنائية لتعامل هذا الجرم على أنه خيانة عظمى، فالأمر ليس أقل من ذلك.
وأخيرا شكرنا كورونا رحمت الفقير ووخزت ذا الرزق الوفير وكشفت الجشع الحقير.