بقلم محمد عبد الفتاح
كثيراً ما نكون بحاجة إلى الدعم ، خاصة وقت الأزمات ، ولو بكلمة ، كتائهٍ يَصطحب طفلاً ، فإنه لن يتردد أن يستشيره ، فالعالم كله الآن يتخبط ، وأقحمت تلك الكورونا شئون السياسة فى الاقتصاد ، وقلبت الأحلاف على بعضهم ، حتى البترول عصب الاقتصاد طرحته أرضا ، والدول مشتته تتحمل ويلات شعوبها الصحية والغذائية والمادية .
أما نجما المرحلة الكؤود فى المحروسة هما وزير التعليم ووزيرة الصحة .
وزير التعليم يأخذ على عاتقه ثورة التغيير ، فإذ به يُجابَه من كل طوائف المجتمع ، منذ شرع فى توزيع التابلت أو تغيير نمط الامتحان ، أو ابتكر موضوع الأبحاث ، والغريب أن أكثر من يحاربه هم بنو جلدته .
البحث يا سادة هدفه تعويد التلاميذ الاعتماد على الذات ، وتنمية ملكات البحث العلمى والفكير والابتكار ، والتعبير عما بداخله ، ليكتب بأسلوبه هو ، لتتراجع مواهب خاطئة كالحفظ والاستظهار ، التى نجنى ثمارها المرة الآن ، خريج جاهل فى كل الميادين ، وشهادات بات العالم يمجها ولا يعترف بها ، وخروج من المنظومة الدولية .
فسارع من هم في ميدانه ، والمفترض أنهم سنده ، يعارضونه ، ويدعون إلى نقل الطلاب للسنة التالية ، وينشرون أبحاثا معلبة ، وهم فى البيوت يطلبون المرتب والمكافأة دون مساس ، كثيرو النقد ، دائمو الإعتراض ، يرفضون ملاحظة الشهادات ، لكن ذات الوقت يملؤون الفيس نقداً للممثلين ولاعبى الكرة وأعضاء النواب ، لمَ لا يتبرعون ؟
وأسأل سؤالاً ، أكان يرضيكم ما وصله حال التعليم فى مصر ؟
أكيد لا ، إذن لابد أن نُغير حتى ولو نُخطىء ، هذه سُنة الكون ، نجدد ونخطىء خير من نحفظ ونردد كالببغاوات.
أما البطلة الثانية فهى وزيرة الصحة ، وكلكم قرأ ما كتبوا بداية الأزمة ، وفى أوج الأزمة ، لبست القناع ، أزاحت القناع ، تتحدث الانجليزيه ، لا تتحدث ، تسلم على السفير ، لا تسلم ، مهاترات الفراغ القاتل التى يسوقه اللاوعى .
مشكلتنا فى المحروسة ، أننا ندعى العلم بكل شيء ، ونعطى لأنفسنا حق النقد الذى يصل إلى القدح ، حتى لمن هم أكثر منا علما وخبرة ، مشكلة شعبى أنه متفيهق فى كل العلوم ، خبير بأدواء النفوس ، كله يطلب وظيفة ثابته ، وبمجرد نيلها يضع راتبه نصب عينه ولكن بلا عمل ، ثقافة موروثة .
الدولة فريسة .