بقلم محمد عبد الفتاح
جلست أقرأ وردى مشتت الذهن ، كسيف البال ، وبعد ما أنهيت ، قلت دعاء اليوم ، ربنا يوعدك بكارونا تاخدك يا بعيد ، ألا تِعيّد فى التُرب ، أنت ومراتك وعيالك .
هذا الميكانيكى الحرامى ، لما قصدته لإصلاح عطل العفشة فخدعنى ، وقال اكبس بيضة المقص فى المخرطة ب 5 ج بس ، لكنه أخد 150 ج مصنعيه فى نصف ساعه ، حار ونار وغضب من غضب الجبار (على رأى أمى ) ، رغم أن فنى المخرطة أفتى بفسادها ، إلا أن الحرامى قصد يقلل شأن العطل ، ليفوز هو بغنيمته .
وبعدها بيومين رجعت ريمه لعادتها القديمة ، وسمعت صوت العفشة ، وكأننى عائد من عاصفة الصحراء بعد تحرير الكويت ، فقصدت آخر وتم إصلاح العطل والحمد لله ، إلا أنه من نارى من طول لياليا ، كما قالت الست دعوت على الحرامى ، بس ربنا يتقبل ، وطبعا أصدقائى الملائكة لن يروقهم ذلك ، إذن فليساهموا لأن ال150 سلكت بهم دروب المتينى وعويره وصندلا والبخانيس ، ومحدش يضغط علىّ ، لأن دموعى ترتجف خلف المآقى .
ولأن المصائب لا تأتى فرادى ، وبعد استنزاف بيضة المقص ، قصدت أنفار الدراس ، فإذ بفدان التبن ممن بيع فى العام الماضى بعشرة آلاف ، لا يربو عن ألفين هذا العام ، فقلت تجشم يا محمد (تحمل )، لكن ما زاد الطين بلة ، ذلك الشحات صاحب التروسيكل .
يقصدنا كل عام يركب معه ولدان ، يضحك على الفلاحين ، مثلما ضحك علىّ الميكانيكي الحرامى ، جلست أرقبه فإذ به ينال ثلت شيكارة ، فما لبث أن غاب عن الأعين ، فإذ بتروسيكل آخر يقوده صبى وخلفه امرأة فى الصندوق .
وفى الفلاحين طيبة تصل إلى السذاجة ، أو قل البلاهة وأنا أولهم ، فقبل أن يفرغ لها الجيدون ، الذين يستنشقون غبار التبن ، وتملأ الأشواك أيديهم وظهورهم ، وجدت نفسي أسرع ، وأطأ جذور الغلال بقوة ، وقلت لها إن زوجك قد سبقك يا شوية حرامية يا ولاد …. ، وقبل أن تنكر ، وجدت شيكارتين على التروسيكل .
كدت أُجَن ، فقلت آه يا ولاد ……. ، هذا الجيّد الذى يَكيل لكم لن يحصد حصادكم يا ولاد …. ،
فلما رأت المرأة ذلك الوجه الحديدى ، أشارت إلى صبيها قائد المركبة ، أن انصرف .
فهل بمثلى يطيب له إفطار 😂😂
وبردو رمضان كريم