كتب: ياسر فاروق
بات واضحًا أن ما تعرضه شاشات الفضائيات من عنف وبلطجة وإرهاب لا يتعدى نقطة فى بحر مما يحدث على الطبيعة. الواقع يؤكد انتشار معدلات الجريمة وخاصة داخل الأحياء الشعبية والقرى نتيجة غياب المسئولين عن الأمن خلال الفترة الماضية والتى أعقبت ثورة 25 يناير والتى أظهرت مدى العنف والإرهاب لدى شباب يواجه أزمات اجتماعية واقتصادية أدت إلى انتشار معدلات الجريمة.
وأقرب مثال على ذلك هى واقعة مقتل الطفلة لميس سليمان حمدى والتى تبلغ من العمر عامين، خرجت ذات يوم مع ابن عمها “سليمان” 5 سنوات لشراء قطع الحلوى التى اعتادت يوميا على شرائها من بقال على باب الشارع الذى تقيم فيه جدتها من أبيها، ولكن هذه المرة لم تعد “لميس” لمنزل جدتها مرة ثانية، حيث قام أحد البلطجية بإلقاء زجاجات بها مادة مشتعلة عليها وعلى نجل عمها أثناء تصادف مرورهما بالقرب من مشاجرة بين البلطجى ووالد خطيبته بكفر الزقازيق البحرى بمركز الزقازيق بالشرقية. مشاجرة بين عائلتين البداية كانت بتلقى مأمور مركز شرطة الزقازيق إخطارًا من شرطة النجدة، بحدوث مشاجرة بقرية كفر الحصر التابعة لمركز الزقازيق، بمحافظة الشرقية بين عائلتين بالقرية باستخدام الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف، وذلك بسبب خلافات عائلية، وأسفر ذلك عن إصابة طفلة عمرها عامين ونصف ونجل عمها عمره 5 سنوات بحروق من الدرجات الأولى، وقام أهالى المنطقة بنقل الطفلة فى حالة حرجة إلى مستشفى الزقازيق القديم. وكشفت التحقيقات نشوب مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بين كل من “حسن.ز.م” عاطل وجاره والد خطيبته ويدعى “سامبو.أ.م” عامل، بسبب خلافات عائلية، وفسخ الخطوبة ومطالبة الأول للثانى بالأشياء التى أحضرها لنجلته.
وأثناء المشاجرة قام الأول بإحضار مادة مشتعلة داخل زجاجة من منزله، وإلقائها على منزل الثانى وأثناء ذلك تصادف مرور الطفلة “لميس” ونجل عمها “سليمان” لشراء حلوى من محل بذات الشارع، مما أسفر عن إصابة الطفلين إصابات بالغة أودت بحياة الطفلة بعد 10 أيام من دخولها مستشفى الأحرار وإصابة نجل عمها بحروق من الدرجة الأولى، وتمكن ضباط المباحث من ضبط المتهم.
جدة الطفلين
وتقول “سعدية أحمد ضياء” جدة الطفلين: “أنا لم يعد لى أمل فى الحياة مرة ثانية وخاصة أنى مريضة بالسرطان، وزوجى متوفى منذ 28 عاما، وترك لى ولدين وضيعت شبابى وحياتى عليهما، وربنا كرمنى وتزوجا وأنجبا سليمان ولميس وطفل آخر، ولميس وسليمان اعتادا الحضور إلى كل يوم، وخاصة لميس كانت أول فرحة فى حياتى لأن ربنا لم يرزقنى بخلفة البنات فحسيت أن لميس بنتى أنا”.
وتضيف الجدة: ذات يوم كانت لميس وسليمان عندى وذهبا لشراء قطع الحلوى من بقال بذات الشارع الذى أقيم به، وأثناء ذلك وقعت مشاجرة بين “حسن ز” 18 سنة وجاره والد خطيبته “سامبو” بسبب خلافات عائلية، وأثناء ذلك تصادف مرور لميس وسلميان، وقام الأهالى بتحذير “حسن” حيث كان فى يده زجاجات حارقة أحضرها من منزله لإشعال النيران بمنزل “سامبو” حرصاً على سلامة المارة والأطفال، إلا أنه رفض بشدة الاستماع لتحذيراتهم، وأطلق وابلاً من السباب والألفاظ النابية على جميع الأشخاص المتواجدين وقام بإلقاء الزجاجة التى تحتوى على البنزين بعد أن قام بإشعالها بالنيران مما أدى إلى إصابة الطفلين ” لميس” و”سليمان”. العمليات الجراحية ويقول “سليمان” 28 سنة سائق توك والد “لميس” إنه من المواطنين البسطاء بالرغم من أنه درس فى كلية التجارة ولكنه تركها لكى ينفق على أسرته، حتى رزقه الله بلميس وطفل آخر، لكن سرعان ما رحلت لميس بسبب البلطجية، حيث مكثت فى مستشفى الحروق 10 أيام هى ونجل عمها “سليمان” وقمنا ببيع كل ما نملك أنا وأخى لنوفر ثمن إجراء العمليات الجراحية لهما لكن لميس توفيت وسليمان يحتاج لعملية بحوالى 50 ألف جنيه، من أجل إنقاذ حياته بعد إصابته بحروق بنسبة 45%، ونسبة عجز بناءً على تقرير الطب الشرعى، حتى يظل على قيد الحياة ولا يلحق بابنة عمه.
وناشدت جدة الطفلة “لميس” القضاء المصرى العادل بتوقيع أقصى العقوبات على المتهم، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالبلطجة والقتل وإرهاب وتخويف الأهالى حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى، وطالبت محافظة الشرقية بإطلاق اسم الطفلة “لميس” على مدرسة بالقرية أو شارع بالمحافظة.