الجمعة , 19 أبريل 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » وكم ذا بمصر من المتناقضات … ؟ ! كتب عام 2014

وكم ذا بمصر من المتناقضات … ؟ ! كتب عام 2014

بقلم: محمود همام

* النظرة السطحية غير المدققة تقول إن مصر هي أرض المتناقضات، ذلك للتباين الشديد بين الفروق الاجتماعية الصارخة بين العلم والجهل وبين الثراء الفاحش والفقر المدقع وبين القوة والضعف والصحة المرض والحياة والموت .
* ففي مصر يسكن الأثرياء المنتجعات والقصور ويركبون السيارات الفارهة بينما الفقراء يقطنون العشش والقبور ويتعلقون بمؤخرات العربات المتهالكة , فالمسافة بعيدة بين الحياة علي ضفاف النيل في الدلتا والوادي الخصيب وبين الحياة القاسية الخشنة في البيادي الجرداء وفارق شاسع بين حياة خلود ملوك وكهنة قدامي المصريين في أهراماتهم ومعابدهم و بين حياة وممات الرعية أثناء عملية البناء والتشييد .
* فمصر التي أنجبت العلماء والأدباء والفنانين العباقرة وصدرتهم للعالم نورا وتنويرا , وحصلت بهم علي أعلي الجوائز والدرجات العلمية هي نفسها صاحبة نسبة أمية عالية في عالمها العربي , حيث يأتي التعليم والثقافة خارج اهتمامات الحكومات المشغولة برغيف العيش .
* ومصر التي عبدت ومهدت الطرق لدول الجوار وللاثرياء من أصحاب المدن الجديدة ليس بها طريق واحد صالح لتسيير المركبات والبشر من عامة الشعب بل وتفوقت علي دول العالم في عدد قتلي الإسفلت الذي فاق شهداء الحروب .
* ومصر رائدة الفنون والآداب وجامعة الألقاب من عميد الأدب العربي وأمير الشعراء وموسيقار الأجيال وكوكب الشرق وسيدة الشاشة العربية , وصاحبة القوة الناعمة في المنطقة لم تعد كذلك بعد أن تنازلت عن عرشها وألقابها وأصبحت طاردة لفنانيها ومبدعيها وهي التي كانت مقصد كل طالب علم وأدب وفن وزادت فلجأت إلي استيراد الفنون بأنواعها مع ذر الرماد في العيون بإنتاج بعض الأعمال الفنية المتدنية ليبث من خلالها تجار وسماسرة الأدب والفن سمومهم ودعواتهم الفاضحة للجريمة والقتل والعنف والدعارة والمخدرات وتهيئ المناخ العام للانحلال والتطرف .
* ومصر التي أنجبت أشهر وأمهر وأكفأ الأطباء يداوون فقراء العالم قبل أثريائهم , تعجز في مواجهة الأمراض المستوطنة والمزمنة وتسجل أعلي نسب الإصابة بأمراض الكبد والكلي والقلب..وإن كانت قد وضعت قدما علي طريق القضاء علي فيروس c.
* ومصر التي كانت توفر الطعام لأحيائها وموتاها وكانت سلة الغذاء لأوروبا , أصبحت تستورد غذاءها وكساءها من الجميع , وفي الوقت الذي يبحث الفقراء والمعدمون عن قوتهم في سلة المهملات , نجد أبناء الطبقة العليا يستوردون طعاماَ خاصا للكلاب والحيوانات الأليفة والمتميزة .
* ومصر الأزهر الوَسطي وحامي حمي الإسلام بعقول رجاله المستنيرين علي مر العصور , لا تملك الخطاب الديني المعتدل في مواجهة قوي التطرف والإرهاب الديني .
* وبنظرة علمية مدققة للعبقري الدكتور جمال حمدان , نجده يؤكد أن مصر لا تجمع بين الأضداد والمتناقضات إنما تجمع بين أطرف متعددة غنية وجوانب خصبة وثرية بين أبعاد وآفاق واسعة بما يؤكد أنها الدولة الوسط وليست النصف وأنها سيدة الحلول الوسطي وأن مصر حالة نادرة بين البلاد من حيث السمات والقسمات لتكون مخلوقا فريداً فذاً وهذاً هو سر بقاء وحيوية مصر صانعة وهاضمة الحضارات علي مر العصور .
* فكيف الحال بمصر بعد ثورتين وخلع وعزل رئيسين ؟ وهي تخطو بقوة وثبات نحو تحقيق العيش .. الحرية .. العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية !!

شاهد أيضاً

اتيكيت… بلاش تمغص على الناس عيشتهم

اعده: لبنى نيازى – لما تزور حد والحد ده ساكن في مكان بعيد والطريق لبيته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *