السبت , 12 أكتوبر 2024
الرئيسية » صوت الأزهر » محمد مختار جمعة يوضح كيف يجب أن يكون الافتاء

محمد مختار جمعة يوضح كيف يجب أن يكون الافتاء

محمد سيف

قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، إن الإفتاء شأن عظيم وأمره جلل، وينبغي للمفتي أن يكون عالما بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) ، وأن يكون عارفا بمسائل الإجماع ، عالما بلسان العرب ، عالما بعلم أصول الفقه، عارفا بالناسخ والمنسوخ ، وفقه الأولويات ، وفقه الواقع وأحوال الناس وأعرافهم وهو ما يعرف بالبصيرة في الفتوى والدعوة.

وأضاف وزير الأوقاف -في تصريح اليوم الأحد – أن الحق سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز مخاطبا نبينا (صلى الله عليه وسلم) : قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين (يوسف : 108) ، والبصيرة تعني العلم والدراية والرؤية والبينة ، وقد حذر نبينا (صلى الله عليه وسلم) من التجرؤ على الفتوى أو على القول في دين الله (عز وجل) بغير علم ولا بينة ولا بصيرة ، فقال لمن أفتوا للرجل بدون علم فاغتسل على جرحه فمات : قتلوه قتلهم الله ، ألا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال ، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصر أو يعصب على جرحه ثم يمسح عليه ويغسل سائر جسده (سنن الدار قطني) .

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا (صحيح البخاري) ، وكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) يسألون فيحيل الواحد منهم إلى الذي يليه ، حتى يرجع السؤال للأول مرة ثانية ، إذ كانوا يستشعرون عظم أمر الفتوى .

وتابع وزير الوقاف قائلا : غير أن هناك أناسا لا علم لهم ولا فقه ، ولا هم من المجتهدين ولا حتى من أهل الاختصاص أو دارسي العلوم الشرعية من مظانها المعتبرة يسرعون في رمي المجتمع بالتبديع، ثم التجهيل، فالتكفير، حتى وصل الأمر بغلاتهم إلى التفجير واستباحة الدماء ; مما يتطلب حركة سريعة وقوية وغير هيابة لمواجهة الجمود والفكر المتطرف معا، حتى نخلص المجتمع والإنسانية من خطر التطرف الفكري وما يتبعه من تبني الإرهاب منهجا وسلوكا.

أما في مجال الدعوة فإن البصيرة تقتضي الحكمة والموعظة الحسنة ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (النحل : 125) ، وهو ما علمنا إياه نبينا (صلى الله عليه وسلم) في دعوته التطبيقية ، فعن معاوية بن الحكم السلمي قال : بينا أنا أصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه، ما شأنكم تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله، ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن (صحيح مسلم) .

وقال وزير الأوقاف : فما أحوجنا إلى التأدب بأدب الإسلام في الفتوى بعدم الجرأة عليها بدون علم ولا تأهل ولا اختصاص ، وفي الدعوة بأن تكون دائما بالحكمة والموعظة الحسنة ، فدور العلماء هو البلاغ لا الهداية والحساب ، فأمرهما إلى الله وحده.

شاهد أيضاً

الأزهر يُدين «مجزرة المصلين» في غزة.. ويؤكد: التاريخ لن يرحم المتخاذلين والصامتين

أدان الأزهر الشريف بشدة القصف الوحشي الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، ‏على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *