الأحد , 28 أبريل 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » أزمة الماء ليست سد النهضة فقط

أزمة الماء ليست سد النهضة فقط

كتبه: وصفى الجندي
أزمة الماء ليست سد النهضة فقط
نحتاج لفكر مختلف للاستفادة بكفاءة من ماء يتناقص

نماذج وأفكار تسهم في ترشيد الأستهلاك وزيادة الأستفادة
١ ٠ يسهم الوعي المجتمعي في أحداث متغيرات أيجابية تجاه قضاياه التي تمس حياته وتؤثر علي مستقبله وأذا لم ننجح في رفع هذا الوعي وتحقيق المساهمة الفعالة من المواطن العادي فأن كل جهد لن يؤتي ثمارة وسيضيع بسببه كل أثر أيجابي مهما كان فعالا فالمواطن هو المستهدف وهو القادر علي مضاعفة العائد من كل أجراء طالما أستشعر خطرا وأقتنع بالأجراء
٢ ٠ فعلي سبيل المثال عندما نري المواطنين وهم يمارسون رش الشوارع بالمياه النقية بعد متابعتهم لأخبار سد النهضة وأحتمالات قيام حرب بسببه لايعلم ألا الله خطرها وأثرها فلابد أن نتوقف عند فشل ذريع ليس للأعلام فقط ولكن أيضا لأجهزة حكومية تمارس نفس الفعل العلني الفاضح أضافة لفشلها في تفعيل قانون يجرم ذلك
٣ ٠ وعندما نجد أن كثيرا من محطات غسيل السيارات والسجاجيد وغيرها من الأنشطة المستهلكة للمياة ٠ وللأسف النقية ٠ بغزارة وأسراف دون وازع من وعي أو خشية من قانون بل علي العكس بترخيص ومباركة من الجهات المسئولة وقوانينها العقيمة
٤ ٠ ولعل في متابعة جهود التشجير والتجميل بمختلف المناطق مايؤكد ضيق النظرة للأمر وفساد الرؤية لأخطار قضية تناقص الماء فنشر زراعة أشجار عقيمة ومرة بيئيا كشجر الفيكس الذي حولناه بلا وعي لشجرة قومية مع كل ما يحمله من أخطار وكوارث نبه لها الكثير من المتخصصين بل وأدركها المواطن العادي من خلال معاناته مع تكاثر الحشرات والأوبئة وغيرها فمنطقي لكل صاحب رؤية وضمير أن يتم أستبدال الأشجار العقيمة تلك بأشجار تعود علي البشر بالنفع فيستفاد بثمارها ونوفر بها ماء مهدر وجهد ضائع وكوارث تؤثر علي صحة البشر ومن عجب أن كثيرا من الهيئات تتجنب زراعة الأشجار المثمرة خشية المسألة عن قيمة أنتاجها وكأنما للشجر العقيم عائد غير الخراب والفقر
٥ ٠ واستطرادا علي ماسبق فأن الأتجاه الحتمي للأستفادة بالبحث العلمي في توفير بذور ونباتات قليله الأستهلاك للماء مع أنتاجيتها العالية هو أمر لابد من أن يصبح أولوية مطلقة مع الأستفادة بتجارب الأخرين الأكثر تقدما وجدوي
أضافة لأختيار المحاصيل المناسبة للبيئات المختلفة فمن عجب أن نزرع الأرز علي مياة الأبار في الواحات أضافة لأشجار شرهة لأستخدام الماء كالموز والمانجو

٦ ٠ ولعل الرؤية المتكاملة للأمر ترشدنا لحل مشكلة مزدوجة تعاني منها بلدنا في الفترة الأخيرة والمتمثلة في تحويل أخصب الأراضي الزراعية المنتجة لمباني من الحجر والأسمنت وهو ما يستحيل معه واقعيا أعادتها للزراعة ولكن يمكننا نشر طرق وأساليب زراعة الأسطح وأعتبارها قضية قومية فنضرب عصفورين بحجر وأحد فنستعوض الأرض الزراعية المهدرة ونحقق أنتاجا مضاعفا بأستخدام كميات أقل من الماء

٧ ٠ حث ديننا الحنيف علي ترشيد أستهلاك الماء حتي في فريضة الوضوء وحدد مقدارة وحبب حتي الوضوء بالمنزل قبل الذهاب الي المسجد وحذر من مخالفة ذلك
ولو كنت علي نهر جار
ولكننا نري خلاف ذلك في كل أماكن الوضوء بالمساجد وكم من الماء المهدر بغير حاجة سواء بأستخدام صنابير ليست أقتصادية في أستهلاك الماء و حتي بتسريبها للماء بشكل دائم وربما يحدثنا شيخ المسجد عن التيمم لا الأهدار والتبذير
بل أن الأستفادة من هذه المياة أمر يحقق مراد الشرع في حسن التدبير والحفاظ علي الماء كأحد المكونات الأساسية للحياة ولنا في مخيم أبو غنيمة الكشفي بكفرالشيخ تجربة تمثل نموذجا رائعا يمكن الأستفادة منه و تعميمه بتجميع مياة الوضوء بالمساجد أو المدارس والهيئات الأخري وهي مياه نقية ومباركة لأعادة أستخدمها في مختلف المجالات ومنها حتي الشرب مع وحدة تنقية بسيطة التكلفه لا تقارن مع قيمة أحد المكيفات المتعددة بالمسجد
نتكلم عن مليارات الأمتار من المياه النقية المهدرة
٨ ٠ أن مشروعات هندسية مرتبطة بحسن أدارة المياة سواء داخليا بتخزين الماء المهدر في نهايات النهر علي فرعية بدلا من القاءة في البحر أصبح أمرا حتميا لا أختيارا بجانب المشاريع الخارجية كقناة جونجلي المعطلة منذ سنوات رغم الأستثمارات الضخمة التي تم صرفها وغيرها من المشروعات
٩ ٠ ولعل من بين الأفكار والمشروعات التي تمثل حلما لهذا الوطن المستحق لكل جهد وعطاء ما كنت محظوظا أن أسمعه مباشرة من أحد علمائنا الأفذاذ في مجال الطاقة الشمسية وهو الدكتور هاني النقراشي والذي يعمل كخبير مع منظمات الأتحاد الأوربي المتخصصة وكان الرجل علي تواصل مع الجهات المسئولة بمصر للمشاركة في هذا المشروع الهام المتمثل في مشروع ضخم متقدم علميا لأنتاج الطاقة الكهربيةمن الشمس ومصر من أنسب المناطق لذلك
ومن خلال تبخير ماء البحر الذي يتم تحليته بالطاقة الشمسية الناتجةوتمريره علي توربينات تنتج الكهرباء مع الماء العذب وأستخدامه في الزراعة تحت ألألواح الشمسية فتصبح كأنها صوبات زراعية كثيفة الأنتاج وتقوم أوروبا بشراء الطاقة النظيفة المنتجة والأنتاج الزراعي النظيف الناتج من المشروع
أليس حلما يستحق السعي لتحقيقه

شاهد أيضاً

اتيكيت… بلاش تمغص على الناس عيشتهم

اعده: لبنى نيازى – لما تزور حد والحد ده ساكن في مكان بعيد والطريق لبيته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *