الأحد , 28 أبريل 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » الفرق بين التفكير الإيجابى والتفكير المفرط

الفرق بين التفكير الإيجابى والتفكير المفرط

كتبه: فتيه يوسف

مما لاشك فيه أن التفكير من الأشياء الإيجابية التي تساعد على حل المشكلات، وغيرها من أمور الحياة، ولكن الإفراط في التفكير ليس أمراً جيداً، فهو ممكن أن يسبب مشاكل لك مثل زيادة القلق والتوتر ويؤثر على نومك،وهو ما قد يؤثر على صحتك بالسلب.

وهذا ما جعلني أتحدث معكم عن كثرة التفكير أو الاوڤرثينكينج….

الأوڤرثينكينج :-

هو ظاهرة بتحصل لما تفكر في شئ بشكل زائد عن الحد و غير منتج أو مفيد و هو في العموم بياخد شكلين أساسيين إما rumination (التفكير في شئ حصل بالفعل) أو worry (القلق من شئ يتوقع حدوثه)

طبعا الأوفر ثينكينج
شئ مؤذي جدا لأنه ممكن يؤدي للإصابة بالأمراض النفسية وممكن يكون هو نفسه مجرد عرض من أعراضها ، دا غير انه بيؤثر علي النوم و علي قدرتنا علي حل المشكلات ، أحيانا كمان البعض بيلجأ للأكل أو حتي المخدرات علشان يتخلصوا من معاناة الأوڤرثينكينج اللطيف بتاعهم

ايه علاج الأوڤرثينكينج ؟

لو كان الأوڤرثينكينج مصاحب بأعراض أخري زي قلة النوم أو القلق المبالغ فيه أو شعور بالذنب أو كان متسبب في تدهور عملي واجتماعي شديد فإنت محتاج تزور طبيب متخصص علشان تخضع لعلاج معرفي سلوكي أو حتي لبعض الأدوية اذا اقتضي الأمر ،

انما لو كان الأوڤرثينكينج بتاعك بسيط ففي بعض النصائح الأولية اللي ممكن تساعد في التغلب عليه

أولا :-
انك تحاول تلاحظ طريقة تفكيرك بإستمرار علشان تبتدي تتعرف علي اللحظة اللي بدأ فيها تفكيرك يبقي مضر و غير منتج ، في اللحظة دي هتبتدي تحول طريقة تفكيرك علشان تتجه ناحية حل المشكلة ، بدل ما بفكر في الموقف اللي زعلت فيه صاحبي مثلا هفكر ازاي اصالحه و ازاي اتعلم من الموقف دا علشان مايتكررش تاني

ثانيا :-
مهم ندرك ان الفكرة بتاعتنا مش هي بالضرورة الحقيقة ، كتير جدا بتكون فاكر انك لبخت في الكلام بشدة مع صاحبك وتبتدي تتخيله بقي بيعيط في الضلمة من أثر كلامك و كده ولما تروح تفكره بالموقف علشان تعتذرله تتفاجئ انه مش فاكر الموقف دا اصلا أو ماخدش باله من الكلام أساسا
من المفيد جدا ادراك ان الفكرة هي مجرد فكرة ومش بالضرورة أبدا تكون حقيقة

ثالثا :-
ممكن نحدد وقت معين في اليوم وليكن نص ساعه مثلا علشان نفكر في كل الحاجات اللي حصلت في اليوم ونأوڤرثينك براحتنا فيه و بالتالي كل ما يحصل أوڤرثينكينج هنقول لنفسنا اننا هنأجله للوقت اللي محددينه لنفسنا ده

رابعا :-
من المفيد اننا نشتت نفسنا عن الأوڤرثينكينج ، لو حسيت انك بدأت تأوڤرثينك ممكن تقوم تعمل شوية تمارين رياضية او تتكلم مع حد أو تقرأ كتاب ، أي نشاط يقطع دايرة الأوڤرثينكينج المغلقة

خامسا:-
والأهم هو ممارسة ال mindfulness و هو نوع من العلاج النفسي بيعتمد علي استحضار اللحظة ، انك تكون حاضر في كل لحظة من لحظات حياتك بغص النظر عن الماضي أو المستقبل ، لما تكون بتلعب يكون كل تركيزك في اللعب ، لما تكون بتذاكر يكون كل تركيزك في المذاكرة ، لما تكون بتتكلم مع حد تكون كل مشاعرك معاه ، دا طبعا شئ مش سهل وبيحتاج تدريب مستمر ومثابرة

سادساً:-
توقف عن محاولتك للوصول للكمال أو للسيطرة على كل الأشياء
الأغلب يفكرون في الأمور بشكل مبالغ فيه حتى تتحقق نتائج مثاليه فتحاول أن تأخذ كل الاحتمالات،ولكن من المهم أن يعي عقلك أن كل الأشخاص،الذين قاموا بإنجاز أشياء عظيمة بالتأكيد اخطئوا في البعض من النقاط،مستحيل أن تسيطر على كل شيء دون أن تخطئ

التفكير الزائد يؤدي إلى الدخول إلي ممر مظلم، ليس له نهاية مضيئة، فيسبب لك ألم نفسي، ويشعرك بالذنب والصدمة

ديستوفيسكي….

كان له جملة جميلة في إحدي رواياته بيقول فيها

“to think too much is a disease ، “

ديستوفيسكي ربما كان محق تماما. 

شاهد أيضاً

اتيكيت… بلاش تمغص على الناس عيشتهم

اعده: لبنى نيازى – لما تزور حد والحد ده ساكن في مكان بعيد والطريق لبيته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *