خيبات متوالياتٍ
بقلم محمد عبد الفتاح
قال الشيخ لأولاده ، للرجل ثلاث خيبات ، اثنتان منها قد تعوض ، أما الأخرى فإنها نكبة قد تورث العار ، وقد ينطبق على حكم الغلام الذي قتله الخضر .
أما الخيبةُ الأولى : فهى خيبةُ الرجلِ فى يومه ، قالوا : وما خيبةُ يومه ، قال الشيخُ : خروجُ الرجل من بيته بلا تناولِ الإفطار ، فلعله لا يدرى متى يكون ، أو قد لا تحينُ فرصته ، لكنها قد تُعوض ولو متأخرة .
أما الخيبةُ الثانيةُ : فهى خيبةُ السنةِ ، قالوا : وما خيبةُ السنة ، قال : إهمالُ الرجلِ زراعتَه ، فيحين الحصاد ، ويجنى الناس محصولهم ، ويبيت هو صفر اليدين ، ورغم ذلك فقد تعوض فى عامٍ تالٍ .
أما الخيبةُ الثالثةُ : فهى خيبةُ العمر ، قالوا : وما خيبةُ العمرِ ؟ قال : خيبةُ الرجلِ فى ولده ، رغمَ كفاحهِ ليربّى جيلا من الرجال ، فإذ برفاق السوء ، يُوبئون حصاد حياه ، بخيبات متوالياتٍ ، فى محاولاتٍ يائسةٍ لمُواراتِه بغشٍ وكذبٍ ، وخداعٍ لا يلبث أن يَفتضحَ ، هنا تتذكرُ قصةَ موسي ، كم كان الخضرُ مُحقاً ! وتقول ليتَه وِئدَ فى مَهدِه فلمْ يرَ النورَ .
حفظَ اللهُ عليكم أحبتَكم ، وباركَ ذراريكُم ، وصرفَ عنهم كلّ شيطانٍ .