حدث أمس تسريب لغاز الكلور من محطة المياه بمدينتى، والتى يفصلنى عنها شارع فقط، ويطل عليها مسكنى مباشرة، وذلك أثناء قيامى بتناول وجبة الإفطار، فقد كنت صائما، ولله الحمد ، وامتلأت الشقة بسحابة من الضباب، أو قل إنها تبدو كالشبورة، ورائحة غريبة، وطلب أحد العاملين هاتفيا من ابنى غلق الشقة جيدا لوجود تسريب لغاز الكلور من المحطة. عندها سمعنا سارينات عربات الإسعاف، متواكبة مع عربات الحماية المدنية والشرطة من حولنا، وهذا الغاز خانق، وراقبت المشهد خلف زجاج البلكونة، وتكدس حركة المرور عند كوبرى المرور، ولا تزال هذه السارينات تعوى وتعلوا طلبا للمساعدة والعون، تذكرت حوادث الأطفال المبتسرين فى الحضانات وهم يلقون حتفهم بسبب هذا الخطأ الفادح المميت، وانتهى كل شىء على خير فى خلال ساعة.
وجاء بيان من شركة المياه يقر بالحادث، وبمجيىء محافظ الإقليم والمسئولين، وعدم حدوث حالات اختناق، سوى خمس وستين عاملا بالمحطة وأفراد من المارة، وخروج جميع الحالات من مستشفيات المدينة، والأمر مستتب وتحت السيطرة تماما، الحمد لله.
إلى متى ستظل الجهات تقلل من شأن الواقع، ومن أين لايوجد حالات اختناق، والبيان يذكر هذا العدد من المصابين، فقلت وهذه اصوات سيارات الإسعاف والشرطة والمرور والمطافىء، أكيد يقومون بتجربتها قبل مجيئء العام الميلادى الجديد، قبل أن يفاجئوا بأن اليوم نهاية عام الأحزان والضحايا، وغدا بإذنه تعالى عام نهايتها، وبدء عام سعيد مبارك، كما سبقه فى الألفين عام، وحتى لا يفأجأ المسئولون بهطول أمطار غزيرة ونحن فى فصل الشتاء، وهذه عادات وقواعد حسن اختيار أصحاب الكراسى الفخيمة، وهو تجهيز مبدأ ( فوجئنا).
ربنا أدم علينا نعمة الأمن والأمان، والهمنا الصدق فى أعمالنا وأقوالنا وبياناتنا، وأصلح عمل المفسدين، واجعل ايامنا المتبقية من هذا العام للعام الجديد، أيام طمأنينة وعز وسلام، مجبورين الخاطر عما أصابنا من 2020.