السبت , 20 أبريل 2024
الرئيسية » أقلام وأراء » خواطر… العجائز والشيوخ

خواطر… العجائز والشيوخ

بقلم: محمد عبدالفتاح

طــاب مســاؤكــم
ممتع هو حديث العجائز والشيوخ .. إذ تحظى بخبرة سنين .. وصدق ..فهم غالبا تجاوزوا مرحلة النفاق ..
فكلما رأيت شيخاً أو عجوزاً .. منتظرا على الطريق .. فرحت واحتملته .. لأسامره ..
وغالباً .. أتوق إلى معرفة اهتماماتهم السياسية
منذ يومين .. ركبت عجوز . عليها آثار الفاقة.. وقد حملت هما ً .. أثقل كاهلها .. وهدّ قواها..
فلما ركبت .. سألتها عن وجهتها .. فهمت أنها تريد البريد .. لتحصل على معاش..
فاستبشرت .. وقلت أخفف عنها .. فسألتها مداعبا ..
من هو نائب الدائرة ؟
لأن كثيراً منهم توقف به الزمن .. غالباً .. فقد يجيبون السادات مرة أو مبارك أخرى ..
لبعدهم عن أحوال البلاد السياسية..
ولا يفرقون بين نائب أو وزير ..
فما فرغت من سؤالى .. حتى انفجرت فى نوبة بكاء حار .. فندمت وحاولت أخفف عنها..
وبالكاد فهمت منها وهى تتهانف .. أن وحيدها مات الأسبوع الماضي .. فى حادثة موتوسيكل..
حاولت جاهداً مواساتها .. لكن فشلت كل كلمات الصبر .. أمام مُصابها..
هنا أدركت أننا قد لا نحتاج مِظلةً .
بل نريد من يَبتلُّ معنا ..
كلما أمطرتنا همومُ الحياة..
نزلت السيدة وتركتنى ألوم نفسي أن نبشت حُرجا .. ما كان يجب ..
ولما أنجزت عملى بمدرسة طاهر .. متوجها إلى المتينى .. من مدق ترابٍ ضيقة .. ومصرف على اليمين .. وجدت شيخاً طاعناً .. جلس أمام بهائمه .. بقرة وجاموسة .. وقد وضع لهم البرسيم .. فجلس يستقبل شمس الصباح .. أو قل يلتقط أنفاسه الضائعة .. وعليه آثار همِّ دفين .. وعلى بعد أمتار منه .. ماكينة مياه تروي الأرض..
فناديته .. فقام متساندا .. وانحنى على نافذة السيارة ..وتهللت أساريرى ناحيته وضحكت ..
ليبادلنى .. فأبى .. فقلت..
خلصت الشمس يا رجل ..
فلم يبادلنى الطرفة ولم يبتسم .. وبقى على تجهمه ..
فبادرته .. من هو نائب الدائرة ؟
هنا تنهد تنهيدة طويلة .. كأنها زفرات مكلوم
وقال .. هاقولك اى يا بيه
صفيحة الجاز ب 160 جنيه..
فللمرة الثانية ..أتلقى الجواب صادما ..
هنا أدركت أن هناك فئة لها اهتمامها الخاص..
لا تهتم بأحزاب سياسية . ولا انتخابات …
همها الوحيد .. توفير لقمة العيش ..
فترجلت من السيارة .. وجلست جواره ..وقلت له .. تتقاضى معاشا .. فأومأ .. نعم.
و كم فرداً تأخذ تموين السلع … فقال خمسة..
فقلت إذن .. تأخذ ما يكفيك من سكر وزيت .. وجبن .. وسمن ..
وفائض الخبز تطعمه للطيور ..
إذن ماذا تريد ..
ابتسم يا رجل .. وادعُ ربك يُبْق النعم
وانصرفت ..
وصورة المرأة الباكية .. تطاردني
حفظ الله عليكم أحبتكم.. وحقق أمانيكم فى أولادكم..
طبتم ..

شاهد أيضاً

إيران تلعب دور كومبارس في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي… لا تخدم القضية الفلسطينية بل تزيد الطين بله

كتب: محمد سيف تلعب ايران دور كومبارس في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، حيث أن المتوقع من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *