رفضت فكرة زوجها التقليدية بأن يبيع حصته فى منزل والده و يبتاع قطعة أرض على أطراف المدينة، ليبنى منزلا خاصاً به؛ يؤسس فيه لمستقبل أولاده الثلاثة. و طلبت منه عِوضاً عن ذلك أن يبتاع لكل إبن شقة بإسمه فى مكان مختلف. و حين سُئلَت عن السبب أجابت بثقة: – “أنا عاوزة كل واحد من أولادى يعيش فى مكان لوحده .. أنا عاوزه أولادى يفضلوا يحبوا بعض.” أراها قد بلغت ذروة الحكمة، و أسست لسبيل النجاة. لو أن أسلافنا قد أدركوا أن وضع البيض كله فى سلة واحدة يفسده؛ خاصة مع تدخل بعض شياطين الإنس، لما إقتتل أخوان لطمع أحدهما فى نصيب الآخر. أوصوا، و قسموا، و إكتبوا لأبنائكم أنصبتهم بما يرضى الله فى حياتكم. و لا يستلم أحدهم ارثه إلا فى ميقاته. و لا تتركوا هابيلهم فريسة لقابيلهم. إنه زمن بشع بنفوس مَن فيه. و الله المُنجى و المستعان.