بقلم: د. سعد الفقى
المشهد المؤلم الذي رأيناه علي مواقع التواصل الاجتماعي وتظاهر اهل القريه ورفضهم دفن الطبيبه التي ماتت بداء الكورونا لايمكن نسيانه . مشهد غير مألوف وغريب علي اخلاق القريه المصريه ..ياأهالي البهو وكل الأهالي ماذا أصابكم الان وفقط اعود بالذاكره الي الوراء ( أذا اصيب القوم في اخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا )
هل تعلمتم أن الاموات يعاملون هكذا ماهذا الجحود والنكران ماهذه القسوه الغريبه التي لم نعهدها من قبل .
اهالي قريه شبرا البهو القريبة من قريه ميت العامل كنا نعرفها قريه أمنه مطمئنة مستقره حتي وقت قريب . لم افكر يوما أن يرتكبوا هذا الجرم وهذا القبح لم افكر يوما أن تنزلق الاخلاق الي هذا المستوي الدنئ . نعم الدنئ . دار الافتاء المصريه قالت أثم من يمنع دفن انسان بل هو مجرم . الذين تظاهروا والذين حرضوا ليس اقل من محاسبتهم والضرب علي أيديهم بيد من حديد . هؤلاء ليس لهم مكان بيننا فقدوا بديهيات الانسانيه ليسوا ببشر . أعلم جيدا ان جهات الامن ستلاحق الغوغاء والسفلة وسينالون الجزاء الرادع والعادل .
سيكونوا عبره لمن تسول له نفسه تكرار الجريمه . الطبيه المتوفاة هي عند الله من الشهداء الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون .أما الصبيه والرعاع فهم الي المزابل .قلبي ومشاعري مع اقارب الضحيه والشهيدة ولك ان تتصور أننا جميعا عرضه للموت بهذا الداء وأننا في الهم سواء .
بيان معالي مفتي الجمهورية رصد الداء المؤلم وقال كلاما لايحتاج الي تأويل. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) وهذا التكريم الإلهي وهبه الله للإنسان حتى بعد موته وانتقاله إلى لقاء الله تعالى، لا فرق في ذلك بين مسلم أوغيره ولا بين غني أو فقير ولا بين صحيح أو مريض، ومن أهم مظاهر تكريم الإنسان بعد خروج روحه التعجيلُ بتغسيله والصلاة عليه وتشييع جنازته ثم دفنه، وهذا ما أجمعت عليه أمة الإسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، حتى شاع على ألسنتنا جميعا قول إمام السلف أيوب السختياني رضي الله عنه : (إكرام الميت دفنه) ويؤيده ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ وَأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ) وعلى ذلك فلا يجوز لأي إنسان أن يحرم أخاه الإنسان من هذا الحق الإلهي المتمثل في الدفن الذي قال الله فيه (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ولا يجوز بحال من الأحوال ارتكاب الأفعال المُشينة من التنمر – الذي يعاني منه مرضى الكورونا شفاهم الله أو التجمهر الذي يعاني منه أهل الميت رحمه الله عند دفنه، ولا يجوز اتباع الأساليب الغوغائية من الاعتراض علي دفن شهداء فيروس كورنا التي لا تمت إلى ديننا ولا إلى قيمنا ولا إلى أخلاقنا بأدنى صلة، فإذا كان المتوفى قد لقي ربه متأثرا بفيروس الكورونا فهو في حكم الشهيد عند الله تعالى لما وجد من ألم وتعب ومعاناة حتى لقي الله تعالى صابرًا محتسبا، فإذا كان المتوفى من الأطباء المرابطين الذي يواجهون الموت في كل لحظة ويضحون براحتهم بل بأرواحهم من أجل سلامة ونجاة غيرهم، فالامتنان والاحترام والتوقير في حقهم واجب والمسارعة بالتكريم لهم أوجب، فيجب على من حضر من المسلمين وجوبا كفائيا أن يسارعوا بدفنه بالطريقة الشرعية المعهودة مع اتباع كافة الإجراءات والمعايير الصحية التي وضعتها الجهات المختصة لضمان أمن وسلامة المشرفين والحاضرين، وبما يضمن عدم انتشار الفيروس إلى منطقة الدفن والمناطق المجاورة، وفي الختام ندعو جميع المصريين، أن يعلموا جمبعا على سد أبواب الفتن بعدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة، وألا يستمعوا إلا لكلام أهل العلم والاختصاص، وأن يتناصحوا وأن يتراحموا وأن يتعاونوا على البر والتقوى، ولنكن كما قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)
ولاحول ولاقوه الا بالله.