جريدة الدائرة الحمراء فى قلب الحدث
مقالات مشابهة
نقله: سها عزت
قبل ساعات قليلة كانت الفتاة تضحك مع صديقاتها وجيرانها وأقاربها، احتفالاً بقراءة الفاتحة وقرب خطبتها إلى أحد الشباب بقرية مجاورة، وفجأة وبدون شكاوى من أي آلام وأثناء وقوفها في المطبخ لإعداد الطعام سقطت أرضاً، وظن ذووها أنها تعرضت للإغماء، فحملوها مسرعين إلى مستشفى الحامول المركزي، ليعلن الأطباء وفاتها إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية، ليتحول الفرح إلى حزن وصراخ وعويل.
هند هاشم حمروش، طالبة بالصف الثاني الثانوي التجاري، ومقيمة بقرية الحلمية التابعة لمركز الحامول في محافظة كفر الشيخ، ودعها أهلها وأصدقاؤها إلى مثواها الأخير مرتدية «الكفن»، بدلاً من فستان الخطبة، لتترك حزناً كبيراً في نفوس ذويها ومحبيها.
الفتاة سقطت في المطبخ
«مكانتش بتعاني من أي حاجة، كانت لسة بتضحك وتهزر وفجأة وقعت من طولها في المطبخ، فكرنا إنها مغمى عليها، جرينا بيها على المستشفى لكن الأطباء أعلنوا وفاتها اللي صدمت الجميع .
واتسمت الفتاة الصغيرة بالهدوء وبشاشة الوجه، وأحبها أهل قريتها لدرجة تلقيبها بـ«عبدالله»، وفقا لجارها، والذي يقول: «من وقت ولادتها وأنا اعطيتها لقب عبدالله، ودا بسبب هدوئها وبراءة ملامحها، وكانت بشوشة الوجه ومبتسمة في وجه من تعرفه ومن لا تعرفه، وكانت بتحب تلقي السلام على الناس ومحبوبة في بلدها».
قراءة الفاتحة منذ أيام
ومنذ أيام قليلة، تقدم لخطبة الفتاة أحد شباب قرية «المجاز» المجاورة لمحل إقامتها، ووافق الأهل فرحين بخطبتها، وجرت قراءة الفاتحة، وحدد أهل العروسين موعد الخطبة على أن يكون بعد يومين، لكن القدر لم يمهلهم جميعاً، وتحول الفرح إلى حزن والبيت إلى سرادق عزاء مفتوح لأهل القرية والقرى المجاورة: «محدش مصدق إنها ماتت، كانت لسه بتضحك وفرحانة إنها زي أي فتاة هتتخطب، فجأة وقعت من طولها في عز فرحتها، والدكاترة قالوا إن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، وسابت حزن كبير بين أهالي القرية لأنهم كانوا بيحبوها، وبقى بيت أهلها سرادق عزاء بدلاً من التهنئة».
جنازة مهيبة للفتاة الصغيرة، خرج فيها أهل القرية جميعا والقرى المجاورة: «كانت جنازتها مهيبة، أهل البلد كلهم كبير وصغير وأهالي القرى المجاورة شيعوها لمثواها الآخير بسبب حبهم ليها، وسط دموع لم تتوقف».
