جريدة الدائرة الحمراء فى قلب الحدث
مقالات مشابهة
كتبه: لبنى نيازي
كنت بستغرب أوي لما أقرأ إن النبي صلى الله عليه وسلم كان بيطلب من ربنا في دعائه دايما “وارزقني من اليقين ما تُهوّن به علينا مصائب الدنيا” !!
عارفين بستغرب ليه ؟؟ لإن الواحد أحيانا بيجيله مصايب وابتلاءات في حياته ويبقى هايتجنن عشان يفهم حصلت ليه ؟؟ تبقى حياتك كلها ماشية في سكة وفجأة يحصل حاجة تقلب كيانك كله !! أو تجيلك مصيبة بعيدة جدا عن تصوراتك وحساباتك !! وتبقى هتموت وتفهم ليه أو ايه الحكمة في كدة ؟! بتبقى بتقول : يارب والله راضي بس نفسي أفهم .. ليه ؟ ايه الحكمة ؟؟ رضيت يارب .. ولكن ليطمئن قلبي !!
تجيلك الإجابة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إنك مش محتاج عقلك اللي يفهم !! انت محتاج قلبك يسلّم ويوقن !! وكإنه بيطلب من ربنا اليقين (في القلب) عشان العقل يرتاح !! لإنه ببساطة مش هايقدر دايما يفهم !!
بفتكر دايما موقف سيدنا الخضر مع سيدنا موسى !! وإزاي كان مُشفق عليه من الأهوال اللي هايشوفها ! فقال له بمنتهى الصراحة : وكيف تصبر على مالم تحط به خُبرا ؟! هاتصبر ازاي يا سيدنا موسى على فهم المصائب اللي هتشوفها وانت مش عارف سببها إيه أو حكمتها ايه ؟!
الحل الوحيد فعلا الي وصلتله لمواجهة مصائب الدنيا هو الرضى واليقين وحسن الظن في الله تعالى !!
والله كل ما عقلي يضرب من كتر التفكير أقول : يارب ، أنا عارف إن كل أفعالك وأقدارك خير “الخيرُ كله بيديك ، والشرُ ليس إليك” زي ما ورد في الدعاء .. كل أفعالك وأقدارك خير حتى لو ظاهرها شر وابتلاء !! وانت يارب عند ظن عبادك فيك !! وأنا ظني يارب إنك هتعوضني خير لحد ما أقول صدق ربي : “فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”
ده الحل الوحيد والله ياخواننا !! انت تبص للبلاء إنه جاي من عند ربنا، فتستسلم وترضى ، عشان يأجرك ويعوضك !! بدل ما عقلك يهلك من كتر التفكير في الأسباب !!
ربنا سبحانه وتعالى قال : “ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله، ومن يؤمن بالله يَهدِ قلبه” .. قال علقمة في تفسير الآية : هي المُصيبة تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله، فيُسلّم لها ويرضى !
هي دي والله ياخواننا ! لما يجلك البلاء، فتوقن إنه من عند الله، فتستسلم وترضى وتحسن الظن = يهدي قلبك، ويأجرك، ويخلف عليك خيرا !!
..
اللهم إني أشهدك أني راضٍ عنك، فارضَ عني وارضني واخلف لي خيرا يارب العالمين .. آمين
